الجزء الأول
"بيفكرك بحد؟" جوزي سألني وقت ما الجرسون خد
الأطباق ومشي. اتلخبطت من سؤاله.
"إيه..مين؟" حاولت أخبي احراجي بكباية العصير
اللي معايا، واللي مكانش لها لازمة لأني اتقفشت خلاص.
كريم ضحك "متعمليش نفسك مكسوفة يا رنا، أكيد قصدي
على الجرسون"
حسيت بعدها بالذنب، واللي اتحول بعدها لإحباط وكأني كنت
بندب حظي. أنا مش من نوع الستات اللي بتغازل ده ده، ولا من النوع اللي بيحب يبصبص
على رجالة عشوائية معرفهاش. بس الحقيقة إن الجرسون فعلًا فكرني بحد، وتقريبا انا
كنت عمالة أتنًّح فيه طول الغدا لحد ما كريم أخد باله.
"..أستاذ عماد.. شوية" رديت عليه وأنا مرتبكة.
___________
أستاذ عماد، مدير كريم جوزي في الشغل، في أواخر
التلاتينات، أكبر مني ومن كريم بحوالي 10 سنين. راجل طويل وملامح وشه رجولية،
أسمراني، وسيم، جذاب في مشيته وله هيبة وسط الناس؛ عنده حاجة معينة تخليك تحترمه
مش موجودة عند معظم الرجالة، غير برضه الكاريزما وبصة عينيه اللي بتخليني مش على
بعضي، مع الطريقة اللي بيعاكسني بيها دايمًا واللي واضح إن جوزي موافق عليها عادي.
كريم مش شخص جبان لأ، راجل عادي عنده ثقة في شغله،
وبيعرف يتصرف في أي موقف اجتماعي، وطبعًا قادر إنه يعيلني ويصرف عليا. بس لسبب ما،
علاقة جوزي ومديره كانت مختلفة عن أي علاقة شوفتها في أي مكان شغل تاني، وهي إن
كريم كان تابع لأستاذ عماد بدرجة زيادة. أستاذ عماد لما كان يعاكسني قدامه كان رد
فعل جوزي إنه يبتسم. الموضوع غريب شوية وخصوصًا إن كريم غيّور جدًا لما أي راجل
تاني بيحاول يقربلي؛ مش هنسى إنه مرة دخل في خناقة مع واحد بصلي بصة مش تمام لما
كنا خارجين نسهر سوا في أول جوازنا.
على طول كنت بسأل كريم عن تعريصه لمديره، وخصوصًا مع
الطريقة اللي بيتقبل بيها موضوع إن مديره يعاكسني. "انت سمعت تعليقه على
فستاني، مش كدة؟ أو "كان حاطط إيده على وسطي في وسط الحفلة، مكنتش
متضايق؟"
كريم كان بيتحرج من سؤالي، بس في معظم الأوقات كان عنده
ردود جاهزة وبيقولي كلام زي "ده مستر عماد يا رنا، خديها كمجاملة عادي مجراش
حاجة" بس بصراحة برضه كريم كان بيتفهم عدم ارتياحي كأي زوج عادي، وساعات
بيسألني "انتي عايزاه يقف؟ الموضوع مضايقك؟"
في الأول كان بيضايقني وكنت بعتبر تصرفاته غير لائقة على
المستوي العملي والأخلاقي.. بس مع الوقت سحر أستاذ عماد بدأ يشتغل عليا، والأسوأ
كمان إني بقيت بتبسط من الاهتمام اللي مكنتش حاباه في الأول ده. تقريبًا كدة
احترام جوزي المبالغ فيه لمديره بدأ يطبع عليا وبدأت ألاحظ قد إيه الراجل ده
مُبهر. غير كمان إن معاكساته ليا كانت بتزود ثقتي في نفسي وموضوع إن واحدة تحظى
باهتمام راجل جذاب ومحبوب من اللي حواليه كان ممتع وحلو، حتى لو كانت المعاكسات دي
بريئة ومفيش وراها حاجة.
بس ليه أستاذ عماد كان بيهتم بيا من الأساس؟ هفهمكم..
أنا اتربيت في أسرة مرتاحة ماديًا وكنت متدلعة من صغري،
حلوة بشهادة الجميع وشعري بني وشفايفي ناعمة، وملامح وشي انثوية وبلفت نظر ناس
كتير، بس أغلب الرجالة كانت دايمًا بتلاحظ امكانياتي التانية زي وسطي الواسع
وبزازي وطيزي الكبار اللي مش عارفة ورثتهم منين خصوصًا إن ماما كانت رفيعة ومحدش
من ستات عيلة بابا كان كيرفي.
برغم إني اتربيت في أسرة مرتاحة، إلا إني اتربيت بطريقة
محافظة وماما كانت بترفض أي اختلاط حتى في الجامعة.
جايز الناس تعتبرني غريبة، بس انا عمري ما اعتبرت الجنس
حاجة كبيرة والمفروض أجري وراها. معظم الولاد اللي صاحبتهم في الجامعة كانوا
عاديين ومش خبيرين في الجنس وكلهم كانوا بينطروا بدري؛ حتى كريم، اللي فشل إنه
يخليني أوصل للرعشة لما بينام معايا لحد ما بدأت أقتنع إني من الستات اللي مش
بتوصل للأرورجازم بسهولة. وحتى لو وصلت، فبيكون على خفيف. بس على الجانب الإيجابي،
أنا وكريم قررنا نبني أسرة، وبدأت ألاحظ إن شهوتي عمالة تزيد من ساعة ما بطلت أخد
حبوب منع الحمل.
___
"أه فيه شبه منه فعلًا"
سمعت جوزي بيقول "واضح إني لازم أخد بالي منه أحسن
يضربك على طيزك" كريم قالي بابتسامة بلهاء على وشه.
تعليق كريم فاجئني "بجد؟ إحنا بقينا نهزر في
الموضوع ده خلاص؟؟" سألته وعيني مليانة غضب وانا برد عليه.
___
الشهر اللي فات كان في حفلة تبع الشركة، وكان من العادي
إن الناس اللي تيجي تشرب وتسكر. معظم الناس مشيت، ومكانش فيه إلا كريم وأنا ومستر
عماد عمالين ننضف المطبخ الساعة 1 بليل واحنا سكرانين.
لسه فاكرة وقتها إني كنت حاطة إيدي على الرخامة في
المطبخ لما حسيت إن الفستان بتاعي بيترفع من على طيزي والهوا الساقع بيلسع فخادي.
اتضخيت واتفاجئت بإيد ضربتني ضربة على الجزء المكشوف من جسمي وقافشة فيها.
عيني فتحت عالآخر وضربات قلبي زادت من الخوف. بعدها سمعت
صوت مستر عماد وهو بيكلم جوزي. "كريم، أتمنى جدًا إنك تكون واخد بالك من الست
الجميلة دي لأنها تستحق كل حاجة حلوة"
بصيت على جوزي ومستنياه يعمل حاجة. لقيت على وشه
الاحراج، وبابتسامه صغيرة رد وقال "بعمل كل اللي بقدر عليه يا فندم"
إيد مستر عماد كملت تحسيس على طيزي لمدة أطول وبدأت تمشي
على حز الكلوت بتاعي وبدأت تعصر الناحية التانية وبعدين سألني "الكلام ده
حقيقي يا رنا؟ جوزك شايف شغله فعلًا؟"
مقدرتش أصدق إن كريم كان واقف يتفرج على مديره وهو
بيلمسني، لأ والأسوأ إنه كان بيضحك عادي. بس أخدت بالي إنه كان مُحرج من الموقف،
وحسيت إنه مكانش عايز يقول حاجة لأستاذ عماد توقفه عند حده عشان ميعملش مشكلة.
على الرغم من إني كنت متعصبة منه، بس رديت زي أي زوجة
مخلصة وقلتله وانا مرتبكة "كريم واخد بالي مني أوي".
"كويس" أستاذ عماد ساب فستاني ينزل مكانه وبدأ
يلف في المطبخ وكأن مفيش حاجة حصلت.
أنا كنت متضايقة على الاخر، وغضبي كان موجه ناحية جوزي،
دماغي كانت بتصرخ بتقول إن ده تحرش، وبصيت لجوزي وأنا قرفانة منه ومشيت وخرجت من
المطبخ.
قعدت أفرّغ عصبيتي على كريم في الطريق وإحنا راجعين
البيت.
"خلاص، الموضوع انتهى، انت لازم تسيب الشغل وتبعد
عن الراجل ده. إزاي تسيبه يلمسني كدة؟ إزاي كنت واقف كدة وخلاص وعمال تضحك زي
الأهبل؟"
كريم كان واضح عليه إن ندمان ووشه كان أحمر من الإحراج
"حبيبتي انا بجد أسف، إحنا كنا سكرانين ومكنتش عارف
أعمل إيه وأرد إزاي، وفي نفس الوقت مكنتش عايز أعمل مشكلة"
"تقوم تسيبه يلمسني!!؟ أحا يا كريم، و**** أنا مش
قادرة استوعبك." أنا نادرًا ما كنت بشتم، بس الموقف ده مع اللي كنت شارباه
ضربوا في بعض ومركزتش في اللي بقوله. "حظك حلو إن محدش كان معانا، قولي كدة
كنت هتعمل إيه لو حد كان شافنا؟"
"مكنش هيقدر يعمل حاجة لو حد تاني كان موجود
وقتها"
رد كريم عصبني أكتر "أه طبعًا كدة بقى عادي، طالما
جوزي بس هو اللي كان شايف"
معرفتش أهدى إلا لما دخلت أخد شاور بعد لما وصلنا البيت
والمياه نازلة على جسمي. ساعتها حسيت بكمية إثارة كبيرة وحلماتي كانت واقفة وكسي
كان مبلول لما افتكرت الموضوع. أيوة أنا كنت متعصبة من جوزي عشان سمح للموقف ده
بإنه يحصل، بس في نفس الوقت الغضب كان أكبر تجاه نفسي، عشان في الوقت اللي أستاذ
عماد كان بيسكتشف طيزي، كنت متفاجئة من السخونة المُرعبة اللي اتولّدت بين رجليا.
طول عمري كنت بكره الرجالة المغرورة واللي شايفها
نفسها.. طب ليه بقى حركة زبالة زي دي من راجل زي ده هيجتني بالطريقة دي؟
لما رجعت على أوضة النوم نطيت على جوزي وانا مولعة من
الشهوة وقلتله "أخرس خالص ونيكني". كريم بصلي واتفاجئ. كانت جولة حلوة
ما بيننا، وكان من المرات النادرة القليلة اللي كريم قِدر فيها يكيفني ويوصلني
للرعشة.
___
كريم اتفاجئ من ردي وقعد يلعب في المنديل عشان يلهي نفسي
وقال " لأ.. المو.. الموضوع كله إن السكس كان حلو في الليلة إياها"
حاولت أهدّي نفسي وأعدي التعليق اللي قاله وقلتله
"مفيش أكشن النهاردة يا أستاذ، أنا لسه البيريود خلصان" أخدت شفطة من
العصير وابتسمتله وقلتله "بس ممكن أحلّي على فكرة"
نظرة الإحباط ظهرت على وشه، وكان واضح إنه كان حاطط أمل
إننا نلعب النهاردة.
"طب تمام أنا هكلم أستاذ عماد من هناك يجيبلنا حتة
كيكة" رد عليا بهزار وهو بيدوّر على الجرسون.
قلتله بضحكة "انت نفسك في كدة، صح؟ إن مستر عماد
يخدّم عليك ولو لمرة؟"
ابتسم وقال "سبيني أحلم بقى"
فجأة موبايل جوزي رن، وقبل ما يرد قلتله "يا لهوي
يا كريم، مش النهاردة بقى، مش لازم ترد"
بصلي بصة انهزامية وقال "معلش يا رنا ممكن تكون
مكالمة طارئة"
"طب ماشي، لو رديت يبقى مفيش سكس لمدة أسبوع كامل
"قلتله بتحدي مع إني عارفة إنه في الآخر هيرد برضه.
كريم اتعدل في قعدته وهو بيقول "مستر عماد.."
بصيت على جوزي وهو بيهز دماغه وهو بيتكلم في التليفون
"أستاذ مدحت؟ أيوة فاكره طبعًا"
كريم كان بيتكلم بطريقة بروفيشنال مبالغ فيها وهو على
التليفون، وبعدين بصلّي وقال وهو لسه بيتكلم "لأ تمام يافندم مش هيكون في أي
مشكلة، أنا هضيف ده في المواعيد.. حاضر، مع السلامة"
"القيامة قامت خلاص؟" قلتلته أول لما خلص
المكالمة وحط الموبايل على الترابيزة.
"لأ.. بس الموضوع مش هيعجبك.."
"يلهوي بقى! في إيه تاني؟"
"أسبوعين من دلوقتي هيكون في عزومة عشا في شقة مستر
عماد، فاكرة أستاذ مدحت؟"
هزيت راسي وقلتله "أه فاكرة، عميل كبير عندكم وعايش
في نفس العمارة مع مستر عماد"
"شريكه القديم في الشغل جاي ومعاه فلوس كتير،
وبيدور على سوفت وير جديد في المشروع اللي هيعمله. أستاد عماد عايزني أكون هناك
عشان أقفل الصفقة. وبما إن مرات أستاذ مدحت هتكون موجودة، فهو عايزك تكوني
هناك"
"طب مينفعش تقول إننا خارجين نتعشى مع بعض سوا أو
تطلع بأي حجة؟"
وشه إحمّر ومقالش غير "أسف"
"أنا مش فاهمة ليه كل مينفعش يتأجل ليوم سبت في أي
يوم شغل، ليه يوم خميس؟"
"انتي عارفاه بقى، لما بيعوز حاجة لازم تتنفذ"
"واضح فعلا"
بعد أسبوعين كنت قاعدة في أوضة المدرسين في المدرسة اللي
شغالة فيها، بصيت في الأخبار قدامي عاللابتبوب ولقيت خبر إن الجو هيقلب في الأيام
الجاية وإن في عاصفة كبيرة هتيجي؛ فكلمت كريم.
"ايه يا حبيبتي"
"إيه يا بيبي، شفت الأخبار؟ أنا بكلمك عشان أسألك
إذا كانت مقابلة النهاردة اتلغت"
"لا للأسف، مستر عماد وعدني إننا هنخلص بدري، وإن
العاصفة مش هتقرب إلا بكرة الصبح"
"يا ريت يا كريم، عشان أنا مش عايزة نتسوّح في
الطريق ومنعرفش نرجع"
"متقلقيش، لو الموضوع طوّل أنا هكلم أستاذ عماد
وهقوله اننا محتاجين نمشي قبل ما الجو يقلب"
"أه طبعًا وماله" قلتله باستهزار عشان عارفة
إن ده مش هيحصل أكيد.
"هقوله و****. طب بصي أنا محتاج أقفل دلوقتي عشان
عندي ميتنج سلام" وقفل.
متضايقة؟ أيوة كنت متضايقة. الجو كان بدأ يقلب أهو في
الطريق وإحنا لسه رايحين.
"بصراحة يا كريم اللي بيحصل ده هبل" حتى بواب
العمارة استغرب لما شافنا واصلين وإننا كنا سايقين في الجو ده.
"هنخلص بسرعة أوعدك"
"لأ مش هنخلص، أنا عارفة"
أستاذ عماد فتح الباب "كريم، رنا، برافو إنكم
عرفتوا تيجوا في الجو ده، هنحاول نخلص بسرعة"
كريم سلم على مديره "مفيش مشكلة يا أستاذ
عماد"
أستاذ عماد بصلي وقال "زي القمر كالعادة يا
رنا"
"ميرسي" رديت عليه وانا متضايقة بس مبسوطة في
نفس الوقت من مجاملته. انا كنت متوقعة إني هكون متعصبة لما أشوفه تاني بعد اللي
حصل المرة اللي فاتت من شهر. بس في الحقيقة لأ؛ لقيت نفسي متحمسة إني أكون في
وجوده تاني.
قعدت أتمشي في الشقة شوية واللي كانت كبيرة ومبهرة،
وبعدين عيني جت على الشباك وبصيت برة وأتضايقت أكتر لما لقيت إنها بتشتي جامد.
مضايقتي زادت أكتر لما حسيت إنه بيحط إيده حوالين وسطي
وهو بيفرجني على الشقة. كريم مشي ورانا، ومرة تانية جوزي كان شاهد على اللي بيعمله
مديره ومشي ورانا وهو ساكت.
ليه دايمًا كريم بيكون تابع ومطيع في وجود الراجل ده؟
رفعت دماغي لفوق شوية ومناخيري شمت البرفيوم بتاع الراجل اللي جنبي، وكانت الريحة
خليط ما بين الفانيليا والفحولة مع بعض. مش قادرة أوصف الحقيقة، بس بدأت اتعود
عليها وأحبها، وافتكر إني سألته مرة عشان كريم يستخدم نفس البرفيوم، قعد يضحك
وقالي إنها ريحته الطبيعية.
مشينا شوية لحد ما وصلنا للسفرة وعرفني على اللي قاعدين
واللي كانوا أستاذ مدحت ومراته مدام نهى واستاذ احمد.
التلاتة كان اجسامهم حلوة ولبسهم مهندم وشيك على عكس
كريم، على الرغم إني كنت بعتبر كريم جذاب أكتر من الاتنين. ومدام نهى في وسط
الاربعينات، بس يبان عليها إنها أقل من سنها ب10 سنين على الأقل. طبعا كريم سلم
عليهم وشكروه إنه جه في العاصفة دي وقالوا إنهم هيحاولوا يخلصوا بسرعة.
مدام نهى اللي كانت لابسة فستان أحمر سلمت عليا وقعدت
تمدح فيا كتير.
"متشكرة أوي يا استاذة نهى"
"لأ بلاش أستاذة دي، خليها نهى وخلاص"
العزومة كانت لذيذة على غير ما توقعت والأكل كان حلو
والدردشة ممتعة لدرجة إني نسيت الجو اللي بره نهائي. وطبعا أستاذ عماد كان بيبصلي
طول الوقت. برغم إني اتعودت على كدة والموضوع بقى عادي، بس كنت متضايقة من نفسي
عشان بدأت أحب الموضوع. على عكس الرجالة التانية اللي كانت بتبص عليا، إلّا عماد
لما كنت ببصله عشان أبينله إني خدت بالي عشان يشيل عينه من عليا مبيشلهاش، وكان
بيكمل بص عليا وكأنه بيتحداني لحد ما أنا اللي اتكسف وأبعد عيني. والأسوأ من كدة
هو الإحساس الي كنت بحس بيه جوايا واللي كان بيتسلل لبين رجليا. من وقت للتاني كنت
ببص لجوزي كنوع من الراحة أو الأمان، بس للأسف مكانش معايا وكان مركز في الكلام عن
الشغل.
ساعة عدت وخلصنا أكل، والرجالة دخلوا المكتب عشان
يتكلموا في الورق والأرقام. قعدت أنا ونهى نتكلم والكاس في إيدينا، وفي وسط الكلام
سألتني "انتي وكريم اتقابلتوا إزاي؟"
كنت حاسة بمعنى داخلي من سؤالها ده، بس رديت
"اتقابلنا بعد ما اتخرجنا على طول، كنا في مكان تدريب وهو كان شجاع وقتها وجه
يكلمني، بصراحة أنا مكنتش متعودة على كدة من الشباب اللي يبان عليها إنها ملهاش في
الستات؛ فالموضوع عجبني، واتضح بعدها إن عندنا حاجات كتير مشتركة. كل ده بخلاف إنه
بيعرف يضحكني طبعًا"
"دي من أهم الصفات في أي راجل خلي بالك"
"بعد ست شهور طلب إيدي واتقدملي. وبس كدة، الباقي
مالوش لازمة.. أنا عارفة إنه مش أحلى ولا أطول راجل في العالم بس.."
نهى قاطعتني وقالت "أنا متأكدة إنه لقطة"
كأنها بتحاول تنقذني من إني أقول حاجة أندم عليها وأحرج نفسي بيها عالفاضي.
بعدها بفترة أستاذ عماد دخل علينا وقاطعنا بصوته التخين
وسألنا إذا كنا عايزين نشرب حاجة.
نهي: "ميرسي يا جميل"
"متشكرة أوي" رديت عليه وانا مستمتعة بالريحة
بتاعته وهو بيقربلي.
كريم قاطعه وهو بيناديله من بعيد قبل ما يرد عليا وقاله
"أستاذ عماد، من فضلك كنا عايزينك تبص على ده"
كان واضح عليه إنه اتضايق إنه قاطعه، ورد وقال
"شكلهم محتاجينلي، هرجعلك تاني."
نهى خدت بالها وقعدت تضحك وانا اتكسفت وإحنا بنبص عليه
وهو داخل المكتب.
نهي بصيتلي وقالت "عماد راجل فعلًا، مش كدة؟"
الموضوع كان غريب إني اسمعها تتكلم عليه باسمه من غير
أستاذ أو مستر زي ما كريم بيكلمه، تقريبا دي واحدة من مزايا إنك تكون عميل، مش
تابع أو موظف.
مردتش عليها، بس يدوبك هزيت دماغي.
بعدها حطت إيدها على ركبتي وقالتلي بصوت واطي
"متخافيش يا حبيبتي، واضح إنك عايزاه، وده باين عليكي أوي من الطريقة اللي
بتبصيله بيها.
اتصدمت من اللي قالتهولي، وكنت قلقانة ليكون حد تاني أخد
باله إني بستمتع أكون في وجوده. وشي إحمّر ولقيت نفسي بعترفلها وبقولها "هو
جميل ووسيم أوي فعلًا، بس هعمل إيه يعني؟ ده مدير جوزي، ولازم أخلي بالي لتحصل
مشاكل" قلتهالها بضحكة خفيفة بحاول أداري بيها توتري.
نهي ردت بشويش "وده بالظبط اللي هيخلي الموضوع ألذ
وأحلى على فكرة"
اتفاجئت من جرأتها وقلتلها بهزار "أسكتي يا مجرمة
انتى"
"جوزك هو جوزك، بس الست مننا بتهيج على الرجالة
اللي من النوع ده أكتر.. ودي من الحاجات المميزة فينا إحنا كستات. عماد راجل قيادي
ومسيطر أوي، جسديا وعقليا، اللي هو مستحيل متحسيش بالإثارة ناحيته"
لما لقيتني سكت كملت وقالت "مرة أنا وجوزي كنا
خارجين معاه هو وبنت تانية، لما رجعنا هنا بعد الخروجة وبعد لما خلصنا الأكل
والشرب وطلعوا فوق.. مش عارفة أقولك إيه، بس عايزة أقولك إن الصوت كان عالي على
الآخر. والبنت كانت بتصرخ كأن في جن بيخرج منها"
كلامها خلاني اتكسف وحسيت بسخونة بين رجلي تاني.
"هو كريم بتاعه كبير؟" نهى فاجئتني بسؤالها
وهي بتشرب من الكاس وبتضحك من وراه.
"نهى!!" ضربتها على إيدها اللي كانت لسه على
ركبتي ضربة خفيفة وقومت مشيت وسيبتها ناحية الشباك، لقيت الشوارع متغرقة، وافتكرت
إني كنت متضايقة وإحساسي بالغضب رجع تاني. بصيت ورايا لقيت كريم واقف على باب
المكتب وعينه كان باين عليها كأنه بيعتذرلي.
أستاذ عماد كان واقف وراه وكان بيقول إن الوقت سرقهم وإن
الشوارع مقفولة من العاصفة اللي برا، وواضح من كلامه إننا هنضطر نبات هنا.
كريم بعد فترة قعد يفرش حاجات في الأوضة بتاعة المكتب
بعد لما وسعنا مكان عشان ننام فيه مؤقتا. "على الأقل هنكون لوحدنا أهو"
كريم حاول يلطف الموضوع شوية وهو متوتر لأنه كان عارف إني متضايقة ومش في الموود
خالص.
"اسكت يا كريم بعد اذنك" بس من جوايا كنت
فرحانه عشان جوزي عرف يمضي العقود في شغله، بس مكنتش حاسة بكدة أوي لأني دلوقتي
قاعدة في بيت أستاذ عماد ومضطرة أنام في مكتبه. كريم كان ممتاز في شغله، بس عمره
ما أخد مخاوفي بجدية أبدًا؛ وده اللي ورطنا في الموقف ده.
خدت شوية لبس استلفته من نهى، ودخلت الحمام عشان أخد
شاور.. والحمد لله كان في فرش أسنان جديدة عالأقل، لأني أكيد مش همشي بفرشة سناني
معايا ومينفعش أنام من غير ما أغسل سناني.
دخلت خدت دش، وخلاني أهدى شوية نوعًا ما. وبعد ما خلصت
لبست شورت ضيق من اللي اديتهولي نهى، وبعدين لبست توب حمالات على بزازي الكبيرة.
وطبعًا مكانش فيه كلوتات وهضطر أنام من غير واحد، بجملة المصايب طبعًا.
فجأة حسيت بسخونة بين رجلي، وحلماتي كان واقفة على
الاخر، معرفش إيه اللي سبّب ده، بس من ساعة ما بطلت أخد حبوب من الحمل وأنا بقيت
كدة. فجأة خدت بالي إن بكرة هيكون قمة أيام التبويض، ومش هقدر أنا وجوزي نرجع
عالبيت عشان نحاول تاني في موضوع الخلفة ده.
~~~~~~~~~
تعليقات
إرسال تعليق